وسط تحذيرات بيئية.. الدخان يحاصر مدريد بعد نشوب حريق غابات

وسط تحذيرات بيئية.. الدخان يحاصر مدريد بعد نشوب حريق غابات
الدخان يحاصر مدريد

اجتاحت العاصمة الإسبانية مدريد، اليوم الجمعة، سُحب كثيفة من الدخان والرماد، بعدما اندلع حريق هائل في غابات بلدة "مينتريدا" الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة، ما أدى إلى حالة من الذعر والشلل الجزئي في المدينة، وسط تحذيرات رسمية من امتداد النيران.

وأعلنت السلطات الإسبانية أن الحريق دمر أكثر من 3 آلاف هكتار من الغابات، ما تسبب في إغلاق أجزاء من الطريق السريع A5، وهو أحد أهم مداخل العاصمة، نتيجة لتدهور الرؤية بشكل خطير، وفق وكالة "فرانس برس". 

وأدى ذلك إلى توقف حركة المرور لمسافة فاقت 5 كيلومترات، في حين خيمت على المدينة سحب سوداء أثارت الخوف بين السكان.

ودعت السلطات المحلية سكان المناطق القريبة من الحريق في مدريد ومقاطعة طليطلة المجاورة، إلى إخلاء منازلهم فورًا، بينما أوصت السكان الآخرين بالبقاء داخل المنازل وإغلاق النوافذ وتجنب التنقل.

رفع مستوى الإنذار 

رفعت وكالة الأمن والطوارئ في منطقة مدريد مستوى الإنذار ضمن خطة الحماية المدنية من حرائق الغابات (INFOMA)، وهو أعلى مستوى قبل إعلان حالة الطوارئ الكاملة، ما يشير إلى وجود تهديد مباشر للسكان والممتلكات.

ولم تُعرف بعد أسباب اندلاع الحريق، لكن انتشاره السريع ومدى تأثيره أثار دهشة السكان، الذين شاهدوا الدخان يزحف نحو العاصمة في مشاهد وصفها كثيرون بـ"المرعبة"، بينما تواصل فرق الإطفاء محاولاتها لاحتواء النيران قبل أن تمتد أكثر.

ونجحت فرق الإطفاء صباح الجمعة في السيطرة على النيران، بحسب ما أعلنت خدمة مكافحة الحرائق في كاستيا لا مانشا (إنفوكام)، التي أوضحت أن الحريق أصبح "تحت السيطرة ومحاصرًا بالكامل"، رغم استمرار اشتعال بعض النقاط في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها.

وشاركت في عمليات الإخماد وحدات من مدريد وكاستيا لا مانشا، إلى جانب وحدة الطوارئ العسكرية (UME)، التي دفعت بـ123 فردًا، و42 مركبة، و3 طائرات مسيّرة، نفّذت عمليات احتواء وهجمات مباشرة على النيران طوال الليل باستخدام معدات ثقيلة.

رسالة دعم وتحذير

أعرب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن تضامنه مع سكان المناطق المتضررة في مينتريدا ومحيطها، مؤكدًا في رسالة عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحكومة تتابع الموقف عن كثب، داعيًا الجميع إلى توخي الحذر وتجنب الاقتراب من المناطق المشتعلة.

وتشهد إسبانيا سنويًا مواسم حرائق مدمّرة نتيجة تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، حيث ازدادت وتيرة الحرائق في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق. 

وتُعد منطقة كاستيا لا مانشا من أكثر المناطق عرضة لهذا النوع من الكوارث، نظرًا لكثافة الغطاء النباتي وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.

ويحذر خبراء البيئة من أن الحرائق التي تزداد ضراوتها عامًا بعد عام تمثل إنذارًا بيئيًا خطيرًا، يهدد بتفاقم الأضرار على الغابات والنظم البيئية، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر على المجتمعات السكانية القريبة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية